الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث في منزل الضحيّة أماني: حرقة وألم وإحساس بالظلم زادهم الفقر قتامة

نشر في  31 جويلية 2014  (01:45)

إنتقل عشيّة اليوم الإربعاء 30 جويلية موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس إلى طريق العين بالكلم العاشر بعد الدخول في مسالك فلاحيّة وعرة تمكّنا من الوصول إلى المنزل الذي هو عبارة عن غرفة ومطبخ كان يأوي الفقيدة أماني ذات التسعة عشرة ربيعا ووالدتها وشقيقها الطالب وشقيقتها الصغرى في غياب ربّ العائلة الذي توفي منذ اكثر من سبعة عشرة سنة … ظروف عيش قاسية جدّا تحياها هذه العائلة وكانت أماني المصدر الرئيسي للغذاء والدواء والماء بمعيّة الام التي تشتغل في المنازل او بيع الهندي للمارّة …

الام الملتاعة كانت في شبه غيبوبة ولم تستوعب بعد كيف ماتت أماني كلّ ما تتذكّره كلماتها الاخيرة التي اصرّت فيها على إسترداد حقوقها المغتصبة من طرف من كان من المفروض أن يحميها حسب قولها مهما كلّفها الامر ورغم انها حاولت إقناعها بالعدول عن ذلك إلا ان مساعيها باءت بالفشل لحين إخبارها بحادثة الحرق … المسكينة لم تتحمّل فقدان سندها فهي التي كانت تعيل العائلة وتشرف على دراسة شقيقها والآن ضاع كلّ شيء تقول المراة ولكنها تضيف انها لن تتنازل عن حق وشرف إبنتها مهما كلفها الامر وتتمنى ان يأخذ القانون مجراه لينال كل مذنب عقابه …

جدّتها الاخرى إلتقيناها وكانت مرتبكة وحزينة ولا تفكّر إلا في اماني الزهرة التي ديست بالأقدام …عمّها يتهم الامن بتعذيبها وضربها إلى درجة انها أقدمت على الإنتحار امام أعينهم … إبن عمّها الممرّض بالمستشفى لم يفارقها لحظة وافادنا ان اماني كانت تذكر إسم معنّفها ومن تعتبره سبب بليّتها بالإسم واللقب وأنها وصلت إلى المستشفى مصابة بحروق درجة ثالثة وبنسبة 65 بالمائة …

إختتمنا الزيارة بالقاصة الحزاميّة كلم 11 أين تجمّع الاهالي والجيران وقاموا بغلق الطريق وأصرّوا على عدم فتحه إلا متى نال سبب بليّة اماني عقابه وتمّ إيقافه وهناك إلتقينا بالسيدة شادية الجمل رئيسة جمعيّة تآزر للعمل الإجتماعي التي تنشط اماني ضمنها وعدّدت محاسن هذه الفتاة وشكّكت في ان تكون أماني قامت بحرق نفسها وذهبت حدّ إتهام الامن بحرقها …
هذه حكاية اماني وحكاية عائلتها فأين تكمن الحقيقة وسط كلّ هذه الإتهامات … فقط التحقيق الشفّاف والحقيقي والموضوعي هو من يعيد الحقوق لأصحابها ويظهر الحقيقة كاملة بعيدا عن العواطف والالم والحزن وهذا واجب السلط الامنيّة والقضائيّة ويهمّنا جدّا ان تظهر الحقيقة وان لا تدخل عديد الإعتبارات في التحقيق.

 المصدر: موقع الصحفيين بصفاقس